مع الدعم المستمر للعمل الخيري، برز مفهوم اهداء سهم في وقف كإختيار مبتكر لدعم العمل الخيري والوقفي، إذ يتيح لفئات المجتمع المشاركة بفاعلية في بناء مستقبل أفضل عبر المساهمة في مشاريع وقفية متنوعة.
كيف يتم اهداء سهم في وقف لشخص حي؟
- من خلال اختيار الجهة الوقفية أو الجمعية الخيرية الموثوقة التي تدير المشروع الوقفي يتم تحديد نوع السهم أو المشروع المراد التبرع فيه مثل التعليم، الصحة، أو مشروع سقيا الماء.
- يقوم المتبرع بدفع قيمة السهم عبر الوسائل المتاحة سواء بالحضور المباشر أو من خلال المنصات الإلكترونية للتبرع.
- تصدر الجهة إيصالا رسميا يوضح أنه قد تم اهداء سهم في وقف باسم الشخص الحي، وغالبا ما يرسل له إشعار أو بطاقة إهداء تثبت المشاركة.
وبهذا يكون السهم صدقة باسم المهدى إليه، يَنال ثوابه في حياته ويستمر أثره مع بقاء المشروع الوقفي.
حكم إهداء السهم الوقفي عن الميت:
.اتفق علماء الدين على أن الصدقة الجارية تصل إلى الميت وينتفع بها، سواء أوصى بها قبل وفاته أو تصدق بها عنه أهله بعد وفاته. ويستند ذلك إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم.
وبناء على ذلك، فإن إهداء السهم الوقفي عن الميت جائز ومشروع، وهو عمل بر يصل ثوابه إلى روح المتوفى، ويعد من الإحسان إليه بعد وفاته. بل هو باب عظيم للأبناء والأقارب لرد الجميل لميتهم، وإحياء ذكره بالخير من خلال استمرار نفع الوقف للناس.
اقرأ أيضا لمعرفة المزيد: الصدقة عن الميت.
مميزات السهم الوقفي مقارنة بالتبرع العادي:
الاستمرارية:
- السهم الوقفي: يظل أصله ثابتًا، ويُصرف ريعه بشكل دائم في وجوه الخير، مما يجعل أثره ممتدًا حتى بعد وفاة المتبرع.
- التبرع العادي: غالبًا ما يكون أثره آنيًا ومؤقتًا ينتهي بانتهاء قيمة التبرع.
مضاعفة الأجر:
- السهم الوقفي: يدخل ضمن مفهوم الصدقة الجارية وبالتالي أجره متجدد ما دام الناس ينتفعون به.
- التبرع العادي: أجره ثابت عند القيام به، لكنه لا يستمر بعد انتهاء أثر التبرع.
تنوع مجالات النفع:
- السهم الوقفي: يمكن أن يُخصص لمشاريع واسعة مثل سقيا الماء، التعليم، بناء المساجد، دعم المرضى، مما يحقق نفعًا طويل الأمد لمجالات متعددة.
- التبرع العادي: يقتصر عادة على مساعدة محددة أو آنية مثل توزيع وجبات أو دفع مبلغ لمحتاج.
الاستثمار في المستقبل:
- السهم الوقفي: يعد استثمارًا خيريا طويل الأجل، حيث يسهم في بناء مشاريع مستدامة تخدم أجيالا متعاقبة.
- التبرع العادي: يركز على سد حاجة عاجلة في الوقت الحالي، دون ضمان استمرارية الأثر.
تعزيز الثقة والحوكمة:
- السهم الوقفي: يدار من خلال جمعيات مرخصة ومؤسسات رسمية تضمن الشفافية والاستدامة مثل جمعية نافع لسقيا الماء
- التبرع العادي: قد يقدّم بشكل فردي مباشر، وهو أقل تنظيما من الناحية المؤسسية.
الجمعيات التي توفر خدمة إهداء السهم الوقفي:
جمعية نافع لسقيا الماء توفر نموذجا عمليا وموثوقا في إهداء السهم الوقفي، حيث تمكن المتبرعين من المساهمة في الوقف عبر منصة منظمة، مع ضمان استمرارية الأجر ونفعه للمستفيدين.
طريقة إهداء سهم في وقف خيري عبر الجمعية:
- زيارة موقع الجمعية الرسمي.
- اختيار سهم الخير 3*3.
- تحديد قيمة التبرع المرغوبة وإتمام عملية التبرع.
- استلام وثيقة أو إشعار يؤكد إهداء السهم باسم المهدى إليه، لتكون صدقة جارية باسمه.
دور السهم الوقفي في التنمية المستدامة:
الاستمرارية والدوام:
السهم الوقفي يقوم على مبدأ حبس الأصل وإنفاق الريع، أي أن رأس المال يظل ثابتا، بينما يتم استخدام عوائده في مشروعات خيرية وتنموية. هذا يجعل العطاء متجددا ومستمرا عبر السنوات، وهو ما يتوافق مع هدف الاستدامة المتمثل في ضمان الموارد للأجيال القادمة.
دعم القطاعات الأساسية:
- التعليم: من خلال المنح الدراسية أو إنشاء المدارس والمراكز العلمية.
- الصحة: بدعم المستشفيات وعلاج المرضى.
- كفالة الأيتام والفئات الضعيفة: بما يضمن لهم حياة كريمة ومستقرة.
- صدقة الماء: عبر مشاريع سقيا الماء التي توفر مصدرًا دائمًا للحياة.
اقرأ أيضا لمعرفة المزيد: فضل الصدقة بالماء.
تقليل الاعتماد على الدعم المؤقت:
في حين أن التبرعات التقليدية قد توجه لتلبية حاجة عاجلة تنتهي بانتهاء المبلغ، فإن السهم الوقفي يخلق مصدر دخل مستدام للجمعيات الخيرية. هذا يعزز استقلاليتها المالية ويمكنها من التخطيط لمشاريع طويلة الأمد بدلا من الاكتفاء بالحلول المؤقتة.
تعزيز العدالة الاجتماعية:
من خلال توزيع ريع الأوقاف على شرائح متعددة من المجتمع، يساهم السهم الوقفي في تقليل الفجوات الاجتماعية، ودعم الفقراء والمحتاجين بشكل متوازن، مما يعزز مبدأ العدالة والتكافل.
المساهمة في رؤية 2030:
يرتبط السهم الوقفي ارتباطًا وثيقا بأهداف رؤية السعودية 2030، حيث يرفع من مساهمة القطاع غير الربحي في التنمية الوطنية، ويشجع على إشراك المجتمع في بناء مشروعات مستدامة تواكب التحولات الاقتصادية والاجتماعية.
خطوات عملية للتبرع أو إهداء سهم في وقف خيري:
زيارة الموقع الالكتروني الخاصة بجمعية نافع:
حيث توفر الجمعية طرقا سهلة وآمنة للتبرع عبر الإنترنت.
يتم اختيار طريقة التبرع الأنسب:
ونحن نقترح الخيار بين التبرع عبر البطاقات البنكية (مثل ماستركارد أو مدى) أو أي طرق إلكترونية أخرى متاحة مثل الدفع الإلكتروني أو التحويل البنكي.
تحديد قيمة التبرع أو عدد الأسهم التي يرغب المانح في التبرع بها:
الجمعية توفر أسعارا محددة للسهم الواحد ، فيمكن للمتبرع اختيار شراء عدد معين من الأسهم أو تحديد مبلغ تبرع معين حسب الرغبة والقدرة المالية. هذا السهم يساهم بشكل مباشر في تمويل مشاريع توفير المياه للمناطق الفقيرة.
إتمام العملية عبر تأكيد الدفع:
بعد اختيار المبلغ أو عدد الأسهم وتحديد طريقة الدفع، يقوم المتبرع بإتمام العملية عبر الموقع الإلكتروني. بمجرد تأكيد العملية، يتم تنفيذ التبرع بشكل مباشر، ولا يحتاج المتبرع لأي خطوات إضافية.
استلام شهادة أو إيصال التبرع (اختياري):
في بعض الجمعيات، أثناء اهداء سهم في وقف قد يحصل المتبرع على شهادة وقف أو إيصال رسمي يثبت صدقة الجارية أو التبرع، لتوثيق الوقف والإهداء، وهذا يزيد من الأجر والبركة للمتبرع ويُستحب الاحتفاظ به للرجوع إليه.
الأسئلة الشائعة:
ما أقل مبلغ يمكن به المشاركة في سهم وقفي؟
أقل مبلغ للمشاركة في سهم وقفي يختلف باختلاف الجهة المنظمة للمشروع، لكنه يُقسم عادة إلى مبالغ بسيطة ميسّرة لتتيح الفرصة لجميع فئات المجتمع بالمساهمة.
هل يمكن تقسيم سهم وقفي بين عدة أشخاص؟
نعم، يمكن تقسيم السهم الوقفي بين عدة أشخاص، فيشتركوا جميعا في قيمته ويَنال كل واحد منهم أجر المشاركة في الوقف.
ما الفرق بين اهداء سهم وقفي وبطاقة إهداء تبرع؟
إهداء السهم الوقفي يكون صدقة جارية مستمرة بعائد دائم من الوقف، أما بطاقة إهداء التبرع فهي مساعدة آنية يذهب أثرها مباشرة عند إنفاق التبرع.
هل يمكن متابعة أثر السهم الوقفي بعد التبرع؟
نعم، يمكن متابعة أثر السهم الوقفي بعد التبرع عبر التقارير أو الإشعارات التي توفرها الجمعيات الموثوقة لإطلاع المتبرع على نتائج وأثر مساهمته.
هل السهم الوقفي له مدة محددة أم دائم؟
السهم الوقفي دائم ما دام أصل الوقف قائمًا، إذ يُصرف ريعه باستمرار في أوجه الخير دون مدة محددة.
وفي النهاية، يعد اهداء سهم في وقف وسيلة تجمع بين عراقة العمل الخيري وروح الابتكار المعاصر، حيث تمكن الجميع من المساهمة في الأوقاف مهما كان حجم عطائهم. وبهذا يصبح السهم الوقفي وسيلة يساهم جميع أفراد المجتمع مما ينشر العمل الخيري والتكافل بينهم.