الصدقات الجارية هي الأعمال الخيرية التي يستمر أجرها للفرد حتى بعد وفاته. تتنوع هذه الصدقات بين سقيا الماء، وزراعة الأشجار، وبناء المدارس والمستشفيات، ونشر العلم والدين الإسلامي، وكفالة الأيتام، وغيرها من المشاريع المستمرة. في هذا المقال سوف نخوض بعمق في معرفة ماهي انواع الصدقات الجارية
ماهي انواع الصدقات الجارية ؟
الصدقات الجارية المتعلقة بالعلم:
- المنح الدراسية: يعد التعليم أساس بناء أي مجتمع يطمح إلى التقدم والاستقرار، فهو الأداة التي تطور قدرات الأفراد وتمنحهم فرص أوسع في حياتهم.
- بناء المدارس: يعتبر من أبرز صور الصدقة الجارية في المناطق التي تفتقر إلى التعليم الجيد، إذ يظل أثرها ممتدا ما دامت الأجيال تتعلم وتنتفع بها. كما يمكن أيضا تأسيس مراكز للتدريب وتعليم الحرف، مما يساعد على تحسين حياة الأفراد.
- توزيع الكتب العلمية: أحد أرقي أشكال الصدقة الجارية حيث يمثل نشر العلم والمعرفة، حيث تبقى الكتب الدينية و العلمية مصدر للفائدة لسنوات طويلة، ويستمر الأجر مع كل قارئ يستفيد منها.
الصدقات الجارية المتعلقة بالصحة:
- بناء المستشفيات والمراكز الصحية: يعتبر من أعظم صور الصدقة الجارية، إذ يسهم في توفير الرعاية الطبية للمحتاجين.
- تجهيز المستشفيات بالأجهزة الطبية: يعد من أبرز أشكال الصدقات الجارية ذات الأثر الكبير، حيث يشمل توفير أجهزة حيوية مثل أجهزة الأشعة، أو غسيل الكلى، أو الحضانات ليستفيد منها عدد كبير من المرضى على مدى سنوات طويلة.
الصدقات الجارية المتعلقة بالماء:
- سقيا الماء: من أحب انواع الصدقات الجارية إلى الله تعالى، وهو من أعظم الأعمال التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال في الحديث الشريف: "أفضل الصدقة سقي الماء" (رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه). ومن خلال جمعية نافع لسقيا الماء يمكن للمحسنين المشاركة في مشروع سقيا الماء للمحتاجين، لينالوا أجر عظيم وأثر باقي يصلهم حتى بعد وفاتهم.
- حفر الآبار: من أعظم أشكال الصدقة الجارية ، إذ يمتد نفعه ما دام العطاش يروون ظمأهم منه. وقد جاء في الأجر أن من سقى الماء كان له ثواب عن كل كبد رطبة، مما يجعل حفر الآبار أحد مشاريع صدقة الماء وهي سبب لتخفيف العطش في الدنيا ونيل رحمة الله يوم القيامة.
اقرأ أيضا: تكلفة حفر بئر صدقة جارية.
الصدقات الجارية المتعلقة بالعبادة:
- طباعة المصاحف وتوزيعها: يبقى نفعها ممتدا ما دام الناس يتلون كتاب الله ويعملون به. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله: "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، أو ولدا صالحا تركه، أو مصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه بعد موته".
- بناء المساجد: أجرها ممتدا ما دامت تقام فيها الصلوات ويؤدي المسلمون فيها عباداتهم، إذ يظل أثرها جاريا في ميزان حسنات المتبرع ما دام المسجد قائما ومفتوحا للعبادة.
اقرأ أيضا: المساجد وأهميتها للمجتمع الإسلامي
الصدقات الجارية الرقمية:
- الوقف الإلكتروني: إنشاء أوقاف عبر المنصات الرقمية لدعم مشاريع خيرية مستدامة يعود نفعها على المحتاجين بشكل مستمر.
- المنصات التعليمية: تأسيس منصات على الإنترنت لنشر الدروس و الكتب الدينية و العلمية والمحاضرات، بحيث يبقى العلم متاحا ويستفيد منه الناس في مختلف أنحاء العالم.
كيف تختار الصدقة الجارية الأنسب لقدراتك المالية؟
اختيار الصدقة الجارية المناسبة لقدراتك المالية يتطلب موازنة بين رغبتك في تحصيل الأجر العظيم وبين ما تملكه من موارد. فالقيمة ليست في حجم التبرع، بل في الإخلاص واستمرار نفع العمل. يمكنك البدء بالمبادرات البسيطة مثل توزيع المصاحف، أو المشاركة في سقيا الماء.
أما إذا كانت قدراتك المالية أكبر فيمكنك المساهمة في مشاريع كبرى مثل بناء المساجد، أو تجهيز المستشفيات، أو حفر الآبار. وتتيح جمعية نافع فرص متنوعة تواكب مختلف الميزانيات، مما يمنح كل شخص إمكانية اختيار الصدقة الجارية التي تناسبه وتحقق له الأجر المستمر بعد وفاته.
مشاريع الصدقة الجارية في السعودية ودور الجمعيات:
تعد مشاريع الصدقة الجارية في السعودية من أهم المبادرات التي تسهم في تعزيز التكافل الاجتماعي وتلبية احتياجات الأفراد والمجتمع، حيث تتنوع هذه المشاريع بين بناء المساجد، وحفر الآبار، وسقيا الماء، وتجهيز المستشفيات، وتوزيع المصاحف، ودعم التعليم عبر المنح الدراسية أو إنشاء منصات تعليمية رقمية. وتمتاز هذه المشاريع بأن أجرها ممتد لا ينقطع ما دام الناس ينتفعون بها.
أما عن دور الجمعيات الخيرية، فهو محوري في تنظيم هذه المشاريع وضمان وصولها إلى مستحقيها بأفضل صورة، إذ تعمل الجمعيات مثل جمعية نافع على إطلاق مبادرات للصدقات الجارية، وتوفير قنوات سهلة وموثوقة للتبرع، بما يتناسب مع قدرات المحسنين المادية. كما تسهم في الإشراف على التنفيذ ومتابعة الاستدامة، ليظل أثر الصدقة قائما ويستمر ثوابها لمن قدمها.
الأسئلة الشائعة:
هل يشترط نية الوقف حتى تُعتبر الصدقة جارية؟
نعم، يشترط إخلاص النية لله لتكون الصدقة جارية، ولا يلزم التصريح بالوقف، فقد تتحقق بأعمال كالعلم النافع أو المشاريع ذات النفع المستمر.
ما هي أبسط الصدقات الجارية التي يمكن للفرد القيام بها بمبلغ صغير؟
طباعة أو شراء مصاحف للتوزيع، المساهمة في سقيا الماء، زرع شجرة، أو دعم منصات تعليمية خيرية.
هل يمكن للصدقة الجارية أن تكون عملًا تطوعيًا وليس مالًا؟
نعم، من الممكن أن تكون الصدقة الجارية عملًا تطوعيًا وليس مالا، مثل تعليم العلم، نشر المعرفة، المساهمة في بناء أو صيانة مسجد أو مدرسة، أو أي عمل نافع مستمر أثره.
ما الفرق بين الصدقة الجارية والوقف من حيث الاستمرارية؟:
الوقف يعد صورة خاصة من صور الصدقة الجارية إذ إن الصدقة الجارية تشمل كل عمل خيري يبقى نفعه بعد وفاة صاحبه، بينما الوقف يقوم على تخصيص أصل ثابت كالأرض أو العقار ليستمر ريعه وعطاؤه في أوجه الخير بشكل دائم، فيظل أثره ممتدا وأجره جاري حتى بعد وفاة المتبرع.
هل الصدقة الجارية تقتصر على المسلمين أم يمكن أن يستفيد منها غير المسلمين أيضًا؟
نعم، الصدقة الجارية لا تقتصر على المسلمين فقط، بل يمكن أن ينتفع بها غير المسلمين أيضًا، ما داموا غير محاربين للمسلمين، وذلك انسجاما مع مبادئ الإسلام في البر والإحسان والتعايش السلمي.
في النهاية بعد أن تعرفنا على ماهي انواع الصدقه وأهم صورها المتنوعة، ندرك أن هذا العمل الخيري العظيم ليس مجرد عطاء لحظي، بل هو استثمار ممتد يرافق المسلم في حياته وبعد وفاته. .ومن خلال الجمعيات الخيرية الموثوقة مثل جمعية نافع، تتنوع الفرص أمام المحسنين لاختيار ما يتناسب مع قدراتهم المالية، سواء بمبادرات بسيطة أو بمشاريع كبرى.