مضاعفة الأجر ضوابط وأحكام الصدقة في الحرم المكي و مكة المكرمة و أفضل الصدقات و الأعمال

٩ يونيو ٢٠٢٤
هبة
مضاعفة الأجر ضوابط وأحكام الصدقة في الحرم المكي و مكة المكرمة   و أفضل الصدقات و الأعمال

مضاعفة الأجر ضوابط وأحكام الصدقة في الحرم المكي و مكة المكرمة

و أفضل الصدقات و الأعمال

عظم عبادة الصدقة في مكة المكرمة و الحرم المكي حيث يتضاعف الأجر أكثر من غيره في المسجد الحرام, وماهي أفضل الأعمال وفق تعاليم رسول الله.

خص الله سبحانه وتعالى مكة المكرمة والحرم المكي بفضائل عظيمة وبركات جليلة، حيث يتضاعف فيها الأجر للأعمال الصالحة وتعظم المثوبة لكل قربة يتقرب بها العبد إلى ربه, ومن أجلّ هذه الأعمال وأعظمها أجراً الصدقة في الحرم المكي، لما لها من أثر بالغ في نفع المحتاجين وإدخال السرور على قلوبهم.


فضل الصدقة في الحرم المكي:

لقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عظم فضل الصدقة في مكة المكرمة والمسجد الحرام بقوله: "صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام خير من مائة ألف صلاة فيما سواه" [رواه أحمد]. فإذا كانت الصلاة في الحرم المكي تضاعف بمائة ألف، فكيف بالصدقة التي يُرجى ثوابها وأجرها من الله تعالى؟


وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بتضاعف الأجر في مكة المكرمة، فقال: "إن لله أقواماً يفتخر بهم الملائكة، إذا مروا بالطرق الضيقة بمكة، بشّروهم بالغفران، ولا يضع أحدهم قدمه بمكة إلا كتب الله له حسنة، ويمحو عنه سيئة" [رواه السراج]. وهذا يدل على عظم فضل الصدقة والأعمال الصالحة في مكة وأنها أحب البقاع إلى الله سبحانه وتعالى.


مضاعفة الأجر للأعمال الصالحة في مكة المكرمة:

إن الحرم المكي له حرمة وقدسية عظيمة عند الله تعالى، ولهذا تضاعف الأجور والحسنات فيه، كما قال صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في المدينة حدثاً أو آوى محدثاً، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل. ومن أقام بمكة مجاوراً، كان كمن شهد بدراً" [رواه البخاري]. وفي هذا دلالة واضحة على فضل الإقامة بمكة ومجاورة الحرم المكي لما لها من أجر عظيم.


ومن صور مضاعفة الأجور في مكة المكرمة ما ورد عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: "من صلى بمكة مائة صلاة لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه" [رواه الأزرقي]. فإذا كان هذا في الصلاة، فكيف بمن تصدق في الحرم بصدقة أو قام بعمل من أعمال الخير والبر؟


أفضل الأعمال والصدقات بمكة وفق أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم:

لقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من الصدقات والأعمال الصالحة في الحرم المكي، ففي الحديث عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان" [متفق عليه]. ففي هذا الحديث حث على المبادرة بالصدقة في حال الصحة قبل فوات الأوان.

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الصدقة جهد المقل، وابدأ بمن تعول" [رواه أبو داود]. وفي هذا دلالة على أن أفضل الصدقات ما كان من ذي الدخل المحدود مع الحرص على نفقة الأهل وكفايتهم.


تعاهد متعففي مكة بالصدقات

إن الصدقة على فقراء ومحتاجي مكة المكرمة لها أهمية كبيرة وأثر بالغ في حياتك, فهذه المدينة المقدسة التي يفد إليها الملايين من الحجاج والمعتمرين كل عام، يوجد بين ظهرانيها الكثير من الأسر المتعففة والمحتاجة التي تعيش في ظروف صعبة وتكابد الفقر والعوز, ومد يد العون والمساعدة لهؤلاء المحتاجين هو واجب ديني وإنساني على كل مسلم قادر.


فالصدقة على فقراء مكة لها دور كبير في التخفيف من معاناتهم وسد حاجتهم الأساسية من مأكل ومشرب وملبس, والصدقة لا تقتصر على المال فقط، بل تشمل كل أنواع البر والإحسان، كإطعام الطعام وكفالة الأيتام ورعاية الأرامل والمطلقات وسقيا الماء.


إن الصدقة على أهل مكة المكرمة لها أجر عظيم ومثوبة كبيرة عند الله تعالى، فهي صدقة في بلد الله الحرام وفي جوار بيته العتيق, وما أعظم الأجر حين يكون العطاء في هذه البقعة المباركة التي اصطفاها الله وشرفها على سائر البقاع, فكل ريال ينفق في مكة يتضاعف أجره أضعافاً كثيرة، وكل لقمة تسد جوع فقير فيها لها شأن عظيم عند الله سبحانه.


ومن هنا، فإن على المسلمين أفراداً ومؤسسات أن يولوا اهتماماً خاصاً بدعم فقراء مكة ومساندة المحتاجين فيها, وهذا الدعم لا ينبغي أن يقتصر على مواسم الحج والعمرة فقط، بل يجب أن يكون مستمراً على مدار العام, فالفقر لا يعرف موسماً معيناً، والحاجة لا تنتظر زماناً محدداً, ومن واجبنا كمسلمين أن نقف إلى جانب إخواننا الفقراء، ونمد لهم يد العون في السراء والضراء.


ومن الصدقات العظيمة الأجر والمنفعة للمسلمين مشروع سقيا الحجاج والمعتمرين، حيث يتم توزيع المياه على ضيوف الرحمن ليروي ظمأهم في رحاب الحرم المكي وحرّه الشديد, وهذا المشروع الخيري تقوم به جمعيات خيرية موثوقة في المملكة العربية السعودية مثل جمعية نافع للأعمال التطوعية وله أثر كبير في خدمة الحجيج والسقاية لهم.


إن الجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية في المملكة العربية السعودية تبذل جهوداً كبيرة في سبيل رعاية فقراء مكة والعناية بهم, فهناك العديد من المشاريع التنموية والبرامج الإغاثية التي تستهدف دعم الأسر الفقيرة وتوفير احتياجاتهم الأساسية, كما أن هناك حملات منظمة لجمع التبرعات وتوزيعها على المستحقين بطريقة عادلة وشفافة, وكل هذه الجهود تحتاج إلى دعم ومساندة من الجميع.


وختاماً، فإن لمكة المكرمة والحرم المكي فضل عظيم ومكانة عالية في قلوب المسلمين، حيث تضاعف فيها الأجور وتعظم الحسنات. ومن أعظم الأعمال وأجلّ الصدقات فيها الصدقة على الفقراء والمساكين، فما أعطى أحد من عطاء في هذه البقعة المقدسة إلا وينتظره الثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى في الآخرة.